اخبار الرياضة

بعد المطالبة برحيله| هل يستحق سلامي قيادة الأردن بالمونديال؟

خرجت في الأيام الماضية العديد من الأصوات المطالبة بفسخ عقد المغربي جمال سلامي والبحث عن مدرب جديد، يكون قادرًا على قيادة منتخب الأردن في ظهوره التاريخي والاستثنائي في كأس العالم 2026.

وارتكزت تلك المطالبات على أن  جمال سلامي ورغم تحويل حلم التأهل إلى حقيقة ماثلة، إلا أنه لم يحقق النتائج المطلوبة في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مستندين بذلك إلى أنه عجز عن تسجيل انتصارات على منافسيه المباشرين.

هل المطالبات برحيل جمال سلامي منطقية؟

وكان منتخب الأردن بقيادة سلامي قد بلغ كأس العالم 2026، بعد أن حل ثانيًا في المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة، خلف المنتخب الكوري الجنوبي بـ “21” نقطة، فيما انتقل منتخبا العراق وعُمان للعب في الملحق، وخرج المنتخبان الفلسطيني والكويتي من المنافسة.

وجمع منتخب الأردن النقاط الـ 16، من فوزه ذهابًا وإيابًا على فلسطين وعُمان، وتعادله مع الكويت ذهابًا وإيابًا، وتعادله ذهابًا مع العراق 0-0 وإيابًا مع كوريا الجنوبية 1-1.

وخسر منتخب الأردن في أرضه وبين جماهيره أمام منافسيه المباشرين على بطاقتي التأهل، حيث فاز عليه المنتخب الكوري الجنوبي 2-0 والعراق في مباراة الإياب 1-0.

واستد المطالبون برحيل سلامي أيضًا إلى الأداء العام لمنتخب الأردن، والذي لم يكن مبهرًا، ويعتمد على فرديات اللاعبين وما يتمتعون به من موهبة وقدرات، أكثر من اللعب الجماعي المنظم والمدروس، حيث انتقدوا غياب المرونة التكتيكية وانعدام القدرة على بناء الهجمات من الخلف.

وثمة منهم من رأى أن منتخب فلسطين لعب دورًا مهمًّا في تأهل الأردن إلى كأس العالم، وبخاصة أنه نجح في تحقيق الفوز على العراق، وتعادل أيضًا ذهابًا وإيابًا مع كوريا الجنوبية وبنتيجة 1-1.

ويستعرض موقع winwin في هذا التقرير حقيقة إذا ما كان جمال سلامي سيغادر موقعه، أم سيواصل مسيرته في قيادة منتخب الأردن في كأس العالم 2026، وذلك وفقًا للتالي:

لم يسبق أن قاد جمال سلامي أي منتخب عربي أو آسيوي، فهي أول مهمة يكلف بها على صعيد المنتخبات، وكانت مع منتخب النشامى الذي وجد فيه ضالته بعد الرحيل المفاجئ لمواطنه الحسين عموتة.

ووجد سلامي نفسه أمام مهمة محددة، وهي فقط التأهل إلى كأس العالم 2026، حيث لم يتردد خلال ظهوره في أول مؤتمر صحفي لتقديمه في قبول هذا التحدي، وأكد أنه قادر على تحقيق الحلم الأردني.

ولم يكن الوقت يسعف الكابتن جمال سلامي كثيرًا لأجراء التعديلات المطلوبة في منتخب الأردن، وتحديدًا فيما يخص دكة البدلاء التي كانت تعاني الضعف، ومع ذلك فإنه لم يضع أي مبررات مسبقة في حال فشله في تحقيق الهدف المطلوب، وعمل بكل تفان وإخلاص وصبر.

ونجح سلامي في نهاية المطاف، ورغم الصعوبات والعراقيل التي واجهها من إصابات متعددة، وغيابات مؤثرة للاعبين، في تحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم، صحيح أن النتائج قد لا تكون مرضية للبعض، لكن النهاية كانت سعيدة، وهذا الأهم. 

وبالعودة إلى الوراء، وتحديدًا يوم المؤتمر الصحفي الذي عقد لتقديم جمال سلامي مديرًا فنيًّا للاتحاد الأردني لكرة القدم، فإن مخاوف وسائل الإعلام وعبر ما طرحته من أسئلة، كانت تتمحور حول الخشية من أن يكرر هذا المدرب ما فعله عموتة، ويترك المهمة فجأة في وقت من الأوقات، وخاصة في حال قاد النشامى إلى كأس العالم.

وكشف الاتحاد الأردني يومها وعبر أمينه العام سمر نصار، أن عقد سلامي سيستمر حتى عام 2027، وهناك بنود وضعت في عقده تضمن التزامه به وبما يضمن عدم تكرار ما حدث مع الحسين عموتة، الذي ترك منتخب النشامى في أهم مرحلة بمسيرة منتخب النشامى، وبعد أسابيع من نيله معه وصافة كأس آسيا.

وبما أن وسائل الإعلام كانت تطالب حينها بضرورة التزام الكابتن جمال سلامي بعقده، فمن باب أولى هنا أن يلتزم الاتحاد الأردني بمدة هذا العقد، ولو من الناحية الأدبية.

وعُرف عن الاتحاد الأردني عبر سنوات طويلة أنه عادة ما يلتزم بالعقود المبرمة مع المدربين، لأنه يعمل بمنتهى المؤسسية والاحترافية في هذا الجانب، الأمر الذي يجعل من إمكانية فسخ عقد سلامي شيئًا مستبعدًا للغاية.

وعلى صعيد نتائج منتخب الأردن في التصفيات، فإن جميع منتخبات المجموعة تعثرت بمن فيها المتصدر كوريا الجنوبية وكذلك منتخب العراق، وهذا شيء وارد في حسابات كرة القدم، ولا سيما أن التصفيات لم تقم بنظام التجمع، واللاعبون كانوا يرتحلون من بلد إلى بلد وعوامل عدة قد تؤثر على أدائهم، وبالتالي النتائج.

والمطالبون بضرورة التعاقد مع مدرب أجنبي كفء بديلاً لسلامي، فإن التجارب الماضية كفيلة لتكشف أنه لا يصلح لقيادة منتخب النشامى، ولا أدل على ذلك من المدربين الذين تولوا مهمة قيادته في سنوات خلت، من أمثال فينجادا وهاري ريدنان وويلكينز وفيتال بوركيلمانز، ومعهم كانت كرة القدم الأردنية تسير من سيئ إلى أسوأ.

وعلاوة على كل ذلك، ينبغي المحافظة على الاستقرار الفني لمنتخب الأردن قبل الحدث العالمي المرتقب، ولعل الأسرية والمحبة والانضباط الذي تجسد خلال مرحلة التصفيات، كانت بمثابة كلمة السر في نجاح عمل المنظومة ككل.

ويحتاج اللاعب الأردني بطبيعته لمدرب يفهمه، ويفهم لغته ويستمع لمشاكله، وسلامي كان مقربًا من جميع اللاعبين، ويبادلونه الحب بالحب، وهذه أشياء تعد مهمة للغاية في فن التدريب، ناهيك عن أن سلامي نفسه لديه الكاريزما التي تؤهله لقيادة النشامى في المونديال، ويمتلك الخبرة الفنية من تجاربه السابقة كمدرب، فضلاً عن مشاركته كلاعب بمنتخب المغرب في كأس العالم 1998.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى