اخبار الرياضة

أربعة تحركات من ألونسو قد تصنع الفارق أمام باتشوكا

مع اقتراب موعد مواجهة ريال مدريد أمام باتشوكا، يجد تشابي ألونسو نفسه تحت ضغط متزايد لإيجاد حلول تُخرج فريقه من الأداء الباهت الذي قدمه في افتتاح كأس العالم للأندية.

وللمرة الأولى منذ أربع سنوات، خاض ريال مدريد مباراة دون وجود كارلو أنشيلوتي على الخط الفني، حيث تولى ألونسو المسؤولية أمام الهلال على ملعب “هارد روك” في ميامي، وانتهت المواجهة بالتعادل (1-1) في عرض لم يرقَ لطموحات جماهير الميرينغي.

ورغم بروز بعض العناصر المضيئة في تلك المباراة، مثل الظهور اللافت للمدافع دين هويسين وتألق الشاب غونزالو غارسيا، إلا أن مشاكل ريال مدريد القديمة التي حرمته من البطولات الكبرى في الموسم الماضي وما زالت تطارد الفريق؛ والآن، تقع على عاتق تشابي مهمة ثقيلة لتصحيح المسار قبل مواجهة باتشوكا على ملعب “بانك أوف أمريكا” يوم الأحد 22 يونيو/حزيران، في ثاني جولات الميرينغي ضمن البطولة العالمية.

ويستعرض لكم winwin في هذا التقرير أربعة تغييرات قد تمنح ريال مدريد أفضلية فنية في سعيه لتحقيق أول فوز له في كأس العالم للأندية.

أراد غولر.. الورقة التي لا يمكن تجاهلها

ربما يكون التغيير الأكثر وضوحًا الذي يمكن أن يُجريه تشابي ألونسو على تشكيلته، هو الدفع بالنجم التركي الشاب أراد غولر منذ البداية، صاحب الـ20 عامًا تم استبعاده من التشكيلة الأساسية أمام الهلال، وبدأ المباراة من دكة البدلاء مرة أخرى.

لكن ما إن دخل غولر في بداية الشوط الثاني، حتى غيّر ملامح فريقه والمباراة بشكل كامل، فقد كاد أن يُسجل هدفًا بعد ثوانٍ من دخوله لولا تصدي القائم لكرته، كما صنع أكبر عدد من الفرص في المباراة (3) رغم أنه لعب 45 دقيقة فقط. قدم غولر أداءً فنيًا مميزًا، وأظهر أنه قادر على قلب موازين اللعب بلمساته السحرية ورؤيته المميزة في الثلث الأخير من الملعب.

القدم اليسرى لغولر تمثل خطرًا دائمًا على دفاعات الخصوم، وقدرته على فك التكتلات الدفاعية تجعله أحد أفضل أسلحة ريال مدريد الهجومية ضد فريق منظم دفاعيًا مثل باتشوكا، ويمكن لألونسو أن يشركه بدلاً من رودريغو على الجناح الأيمن، أو يضمه في خطة وسط رباعي أكثر مرونة.

هل يغير ألونسو خطة ريال مدريد إلى 3-4-3؟

من المبكر الجزم بالخطة التي ينوي ألونسو اعتمادها بشكل ثابت مع ريال مدريد، خصوصًا أنه خاض مباراة واحدة فقط افتقد خلالها قرابة 10 لاعبين أساسيين، لكن ما لا يمكن تجاهله هو أن الرسم التقليدي 4-3-3 لم يُظهر الفريق بصورة متماسكة.

أمام الهلال، عانى ريال مدريد في السيطرة على الكرة خلال الشوط الأول، وظهر هشًا دفاعيًا وهجوميًا، وبدا ترينت ألكسندر أرنولد مرتبكًا ومعزولًا في الجهة اليمنى، ولعب أوريلين تشواميني دور قلب الدفاع، في حين اختفى جود بيلينغهام هجوميًا.

لكن مع انطلاقة الشوط الثاني، ومع دخول غولر وخروج راؤول أسينسيو، غيّر ألونسو شكل الفريق إلى خطة بـ3 مدافعين (تشواميني، هويسين، فران غارسيا)، بينما تحرّك ألكسندر أرنولد إلى وسط الملعب. وفي تلك الدقائق العشرين التي اعتمد فيها الفريق على دفاع ثلاثي، حاصر ريال مدريد الهلال في مناطقه وفرض إيقاعه.

ورغم العودة لاحقًا إلى الرباعي الدفاعي بعد خروج أرنولد في الدقيقة (65)، إلا أن تلك الفترة القصيرة كانت الأفضل للميرينغي؛ ما يدفع ألونسو للتفكير جديًا باعتماد خطة 3-4-3، أو على الأقل 4-2-3-1 تمنح بيلينغهام حرية هجومية أكبر.

منح مودريتش وقتًا أطول على أرض الملعب

في مباراة كانت تنقصها اللمسة الإبداعية، لم يظهر لوكا مودريتش سوى في الدقائق الست الأخيرة والوقت بدل الضائع، قد يكون من غير الواقعي الاعتماد عليه أساسيا في عمر الـ39، خاصة في حرارة الصيف الأمريكي، لكن من المؤكد أن قيمته الفنية لا تزال حاضرة.

اختتم مودريتش موسم 2024-25 بـ57 مباراة، كثاني أكثر اللاعبين مشاركة، وصنع 9 أهداف، ما يضعه رابعًا في قائمة صناع اللعب، ورغم تقدمه في العمر، ما زال الكرواتي قادرًا على إحداث الفارق، شريطة منحه الوقت الكافي لذلك.

كان من الممكن لريال مدريد أن يخطف الانتصار من الهلال لو دخل مودريتش قبل ذلك، خصوصًا مع قدرته على التحكم في إيقاع اللعب، وتنفيذ الكرات الثابتة، وتمريراته المفتاحية التي كان الفريق في أمسّ الحاجة إليها. 

تحرير بيلينغهام هجوميا

أحد أبرز الملاحظات السلبية في مباراة الهلال كانت الأدوار الدفاعية الزائدة التي أوكلها ألونسو إلى جود بيلينغهام، ما جعل تأثيره الهجومي شبه غائب عن اللقاء.

بيلينغهام، الذي برز كقائد هجومي للميرينغي من قبل، تم تقييده في أدوار مائلة أكثر للعمق الدفاعي، واضطر في بعض اللحظات إلى العودة للمساندة بجانب تشواميني؛ ونتيجة لذلك، لم نشاهد انطلاقاته المعتادة داخل المنطقة، ولم تظهر تمريراته العمودية ولا تسديداته القوية.

تكمن قوة بيلينغهام في تقدمه إلى منطقة الجزاء، حيث يشكل تهديدًا دائمًا بتحركاته الذكية ولمسته الأخيرة. وإذا أراد ألونسو استخراج أفضل ما لدى لاعبه الإنجليزي، فعليه منحه حرية أكبر هجوميًا، سواء من خلال اللعب خلف المهاجم في خطة 4-2-3-1، أو حتى عبر تمركزه كصانع لعب حر في وسط ثلاثي مرن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى