آخرها وفاة ديوغو جوتا.. 5 كوارث ضربت ليفربول في 40 عاما
تسيطر حالة من الإحباط والحزن على جماهير ليفربول بعد أسابيع قليلة من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، عقب خبر وفاة لاعب الفريق البرتغالي ديوغو جوتا بشكل صادم، صباح يوم الخميس.
وسقط جوتا ضحية لحادث سير في أثناء قضاء إجازته في إسبانيا رفقة شقيقه أندريا، بعد أيام قليلة فقط من حفل زفافه على صديقته روتي كاردوزو.
وسبق لفريق “الريدز” وجماهيره أن واجهوا العديد من الأحداث المأسوية خلال آخر 40 عاماً، منذ اندلاع كارثة ملعب بروكسل التاريخية في 1985 مرورا بكارثة استاد هيلزبره وصولاً إلى وفاة ديوغو جوتا.
مأساة في بروكسل
في 29 مايو/ آيار من عام 1985، لعب ليفربول مباراة نهائي كأس أوروبا على ملعب هيسل في مدينة بروكسل البلجيكية ضد فريق يوفنتوس الإيطالي، لكن أعمال الشغب بلغت ذروتها بسبب مجموعة من مشجعي “الريدز”.
وقتها اندفع جمهور ليفربول نحو مدرج مجاور يضم مشجعي يوفنتوس، قبل أن يلقى البعض حتفهم دهساً أو اختناقاً في أثناء محاولة الهروب من قلب أحداث الشغب قبل انهيار أحد الجدران.
وأسفر الحادث عن مقتل 39 شخصاً بواقع 32 من إيطاليا، و4 من بلجيكا، و2 من فرنسا، وواحد من أيرلندا الشمالية بجانب إصابة نحو 600 شخص، أُلقي اللوم الأكبر على مشجعي ليفربول في هذه الواقعة، وأُلقي القبض على 26 مشجعاً، وأُدين 14 منهم بتهمة “القتل غير العمد”.
وتحولّت احتفالية جماهير ليفربول بخوض نهائي البطولة الأقوى والأهم في القارة الأوروبية، إلى مأساة حقيقية من وفيات بين مشجعي المنافس إلى إلقاء القبض على عدد كبير منهم قبل خسارة المباراة نفسها بهدف دون رد.
كارثة هيلزبره
بعد 4 سنوات فقط من واقعة ملعب هيسل، أدى تدافع خلال مباراة بين نوتنغهام فورست وبطل أوروبا السابق في استاد هيلزبره الواقع بمدينة شيفيلد، إلى مقتل 97 فرداً من مشجعي “الريدز”.
وقعت الكارثة عندما سُمح لأكثر من ألفي مشجع لليفربول بالتجمع في منطقة وقوف خلف المرمى، بينما كان الملعب شبه ممتلئ، قبل سقوط الضحايا بسبب الدهس والاختناق، فيما أُطلق عليه “أخطر كارثة رياضية في تاريخ بريطانيا”.
وحسب تقارير إعلامية، قامت الشرطة الإنجليزية بتأليف رواية كاذبة تلوم مشجعي الفريق “المخمورين الذين لا يحملون تذاكر والمشاغبين”، ونشرتها قطاعات من وسائل الإعلام، للرد على اتهامات بشأن عدم وجود احتياطات أمنية كافية خلال المباراة.
وخاضت أسر الضحايا حملات على مدى سنوات للرد على هذا الاتهام، وحصلت في النهاية على حكم رسمي في عام 2016 بأن الشرطة وخدمات الطوارئ كانوا مسؤولين عن الكارثة.
كورونا تمنع احتفالات صاخبة بين جماهير ولاعبي ليفربول
ظلّ ليفربول يطارد لقبه الأول في الدوري الإنجليزي خلال حقبة “بريميرليغ”، حتى جاءت الانفراجة في عام 2020 مع مدربه الألماني السابق يورغن كلوب.
لحظة انتظرها جمهور ليفربول للاحتفال على نطاق واسع من ملعب أنفيلد العريق إلى شوارع المدينة، لكن كل أحلامهم تبخرت بسبب القيود المفروضة في كافة أنحاء العالم وقتها نتيجة تفشي فيروس كورونا آنذاك.
واكتفى لاعبو ليفربول وعناصر الجهاز الفني بالتقاط الصور التذكارية فقط داخل ملعب أنفيلد خلف أبواب مغلقة، دون أن يحقق جمهور “الريدز” حلمه بالاحتفال باللقب في الشوارع والميادين بعد لحظة دام انتظارها 30 عاماً كاملا.
احتفال دام انتظاره ينتهي بمأساة!
في أواخر شهر مايو الماضي، حصل “الريدز” أخيراً على فرصة الاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي بين جماهيره، وهو حلم ظلّ يطارد نجمه المصري محمد صلاح منذ انتقاله إلى صفوف “الريدز” في صيف 2017 قادماً من روما الإيطالي.
لكن المدينة الساحلية، الواقعة شمال غرب إنجلترا، تحولّت فيها الاحتفالية إلى مأساة حقيقية، فبينما اصطف المشجعون في الشوارع احتفالاً باللقب، اصطدمت حافلة صغيرة بالحشد.
وأفادت الشرطة المحلية وقتها بإصابة أكثر من 60 شخصاً، منهم 4 أطفال، بينما أُلقي القبض على سائق الشاحنة البالغ من العمر 53 عاماً للاشتباه في محاولته “القتل العمد”، لكنها أكدت أنها “لا تعتبر الحادث عملاً إرهابياً”.
وبعدها ألغى ليفربول كافة احتفالاته مراعاة لمشاعر ضحايا حادث الدهس، قبل أن يتلقى برقيات دعم من مختلف أندية العالم، وقال آرون جونز، وهو مشجع يبلغ من العمر 28 عاماً، كان قريباً من الحادث “كان من المفترض أن تكون احتفالات، وبدلاً من ذلك سيتم تذكر هذا اليوم المأسوي دائماً”.
وفاة ديوغو جوتا
تلقى جمهور بطل إنجلترا خبراً صادماً جديداً صباح يوم الخميس 3 يوليو/ تموز 2025، بعد وفاة ديوغو جوتا عن عمر ناهز الـ28 عاماً في أثناء وجوده في مدينة زامورا الإسبانية مع شقيقه.
ووقع جوتا، لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي السابق، ضحية لحادث سير بعد انقلاب سيارته قبل أن تندلع فيها النيران، وبعدها تم الإعلان عن وفاته أولاً من طرف الشرطة الإسبانية، ليفجر حالة من الحزن بين جماهير “الريدز” وعشاق كرة القدم بشكل عام من مختلف أنحاء العالم.